شبكة مع الله الإعلامية
1.28K subscribers
38K photos
21.3K videos
1.96K files
26.7K links
#قناة_رسمية_جهادية

تغطي كافة الأحداث على المستوى المحلي والعربي ، تواكب آخر المستجدات والمتغيرات وتوصل الرسالة كاملة إليك بكل شفافية عبر الصوتيات والصور ومقاطع الفيديو
Download Telegram
🔲 خيرُ أمَّةٍ أُخرِجَت للناس 
  
#علي_خيرالله_شريف
ناشط إعلامي وكاتب وباحث سياسي من لبنان
 
نحن أمام مشهد لم نَرَهُ مِن قَبل، بل سمعنا عنه في قصص الأنبياء، وفي معركة بدر وفَتحِ مَكَّةَ ومعركة الخندق، بمعانيه ومضامينه وبطولاته والقِيَم الشامخة فيه.
في معركَتَي بدر والخندق وأمثالِهِما كان يبرز الإيمانُ للكفر، وأثناء فتح مكة زحف المسلمون بإيمانهم وروحانيتهم وولائهم للرسول(ص)، ودخلوا إليها ليُطهروها من رجس الكفر والفساد والأصنام، وأدخلوا إليها الأمن والسلام حتى لأعدائهم عندما أمِنوا شَرَّهُم.
الـمَشهَدُ اليمني ليس مُجَرَّد خروج مليوني كل يوم جمعة، يسبقه خطاب استنهاضي للسيد عبد الملك الحوثي يوم الخميس، بل هو مشهدٌ يُمَثِّلُ الإيمانَ كُلَّهُ والصدق كله والثبات كله، يبرزُ للكفر كلِّهِ والعدوانِ كُلِّهِ والإجرامِ كُلِّه. يبرُزُ إليه بِكُلِّ إخلاصٍ وفداء وقوَّة.
فمن يدخل في تفاصيلِ المشهد طيلة الأسبوع، منذ بداية طوفان الأقصى لغاية اليوم، يقف مندهشاً، مُعجَباً، يملؤه الشعور بالتقصير أمام إنجازاتِ كُلِّ فردٍ من أهلِ اليمن. نكاد نقول أن اليمن لا ينام الليل، فهو منذ السابع من أوكتوبر ٢٠٢٣ يعيش في حالة من الغليان على كل الأصعدة؛ على مستوى الشعب والدولة والمؤسسات والمدارس والجمعيات والجامعات، والأسر والقبائل والأحياء والدساكر، وعلى مستوى كل الكيانات الشعبية والرسمية. كل يوم هناك مئات الأنشطة من أجل غزة. ليست أنشطة خطابية أبداً، فالتضامن الكلامي ليس في قاموسِ اليمنيين، لأنهم من أهل القول والعمل، بل العمل قبل القول. هي أنشطة متعددة الأهداف والاتجاهات والإجراءات، يقومون بها تحضيراً ليوم النزال الأكبر مع العدو. هم يستعدون بكل جوارحهم لذلك اليوم، وكأنهم في عيد. وَلَكَم بلغت سعادتُهُم عنان السماء عندما رسا العدو في بحرِهِم الأحمر وخليج عدن، وصار بمتناولِ يدِهِم، يقصفونه كل يوم. اعتبروا ذلك هِبَةً من الله قد مَنَّ عليهم بها بعد أن رفضت الدول العربية فتح حدودها لهم ليزحفوا إلى الجبهات تلبيةً لنداء الواجب.
هم شعبٌ لا يعرف الكلل ولا الملل، ولا يعرفُ البَلادَة في المواقف، بل هو شعبٌ ذائبٌ بالقرآن، مجبولٌ بالصدق والنخوة والكرامة؛ ندواتٌ فكرية وفعاليات شعبية وتعبوية، تحضيراً للنزول إلى الميدان لنجدة أهل غزة ووقف العدوان وفك الحصار عنهم.
المظاهرات المليونية يوم الجمعة، هي تتويج للفعاليات اليومية التي تجري على امتداد الوطن، شعبياً ورسمياً وإعلامياً وعسكرياً دون توقُّف، كخلايا النحل. كلها تحت القيادة الرشيدة للسيد عبد الملك الحوثي، وبشكلٍ متجانسٍ متكاملٍ بين كل القيادات في الجمهورية اليمنية وحركة أنصار الله والفصائل الوطنية الأخرى من الشمال إلى الجنوب العزيز.
 
فعاليات متصاعدة متنامية متطورة على كل المستويات في خمس عشرة محافظة يمنية بنسبة مئة بالمئة وفي باقي المحافظات بِنِسَبٍ متفاوتة. والأروع من كل ذلك، دقة التنظيم والتناغم والتكامل فيما بينها؛ فخطاب القائد يُتَرجَمُ عَلَى الأرض إجراءاتٌ ونشاطاتٌ وتدريباتٌ عسكرية تعبوية أفواجاً وأفواج. وهُتافاتُ الجماهير تُكَمِّلُ توجيهات القائد، وعمليات القوات المسلحة تنفذ التوجيهات والهتافات، حتى يشعر كل مواطن يمني أنه هو الذي يضغط على الزناد فَيُطلِقُ الصاروخ البالستي أو الطائرة المسيرة أو يقصف البارجة أو السفينة أو المدمرة أو موانئ العدو في فلسطين المحتلة.
 
للمرة الأولى في تاريخ جبروت اميركا، تبارِزُها دولةٌ لم تكن في الحسبان. تبارِزُها وتضربها، وتخنق اقتصادها واقتصاد ربيبتها “إسرائيل”، دون أن تكترث لكل الناعقين والمرعوبين من الأذناب والتابعين والأطلسيين.
إن ما نشهده من اليمنين اليوم، هو مِصداقٌ للآية الكريمة التي تقول “كنتم خيرَ أمةٍ أُخرِجَت للناس…” ، فكأن هذه الآية نزلت بحقهم دون مليارات المسلمين.
يجب أن يُعَمَّم النموذج اليمني على كل أنحاء العالم العربي والإسلامي، وعلى كل الدول الإسلامية أن تقتدي باليمن وبالشعب اليمني، إن أرادت أن يكون لها شأنٌ بين الأمم. وعليها أن تعلم أن لا خلاص لها إلا بسلوك نهج اليمن، لتتَذَوَّق طعمَ الكرامة والسيادة، ولتتخلَّصَ من التشتت والتشرذم والوهن والدونيَّة. إن الدولة التي تقارع الدول الكبرى وتجعلها تتسمَّرُ أمامها عاجزةً مُكَبَّلَة، هي دولةٌ عظمى اسمُها اليمن، وكُلُّ مُستَضعَفي الكون يدعون لها بالنصر والعظمة والمزيد من القوة والشموخ

#لن_نترك_فلسطين
#مرحلة_التصعيد_الرابعة