انظُر إلى تلكَ المَهابةِ وسطَ الفلا
نُصبَت خيامُ الهاشميين بكربلا..

على حالِ العليلةِ ألفُ سلامٍ
وهيَ تُنادي بعد انكسارِها:
"تذبح شوفتك رايح.."💔

"يَا كَرْبَلَاءُ، لَيْتَكِ دَارُ سَكَنِي فِي هَذِهِ اللَّيَالِي!".

السَّلامُ علَى مَنْ رَأَت الرَّكْبَ يَسِير إلَى المَنَايَا
‏وهِي تُوَدِّعَهُم بِألَمِهَا ودُمُوع عَيْنَيْهَا..

وَلَعَنَ اللهُ مَنْ حَالَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ مَاءِ الْفُرَاتِ

‏لا أرهَبُ المَوتَ إذ المَوتُ رَقى
‏حَتّى أُوارى فِي المَصاليتِ لُقا
‏نَفسي لِنَفسِ المُصطَفى الطُّهرِ وِقا
‏إنّي أنا العَبّاسُ أغدوا بالسِّقا
‏ولا أخافُ الشَّرَّ يَومَ المُلتَقى

وَاللهِ إِنْ قَطَعْتُمُ يَمِينِي
‏إِنِّي أُحَامِي أَبَداً عَنْ دِيِني

‏وَعَنْ إِمَامٍ صَادِقِ اليَقِينِ
‏نَجْلِ النَّبِيِّ الطَّاهِرِ الأَمِينِ

يا روحَ زَينب!💔

"عباسُ يكسرُ ظهري ليلةَ السّابع.."💔

‏عَبَسَتْ وجُوهُ القَومِ خَوفَ المَوتِ
‏وَالعَباسُ فِيهم ضَاحِكٌ مُتَبسِم

‏بَطلٌ تَوَّرثَ مِن أبيِّه شَجاعَةً
‏فِيها أنوفُ بَني الضَلالةِ تُرغَمُ

‏لَولا القَضا لَمَحى الوُجودَ بِسَيفِهِ
‏واللهُ يَقضي ما يَشاءُ وَيَحكُمُ

‏وَاللهِ إِنْ قَطَعْتُمُ يَمِينِي
‏إِنِّي أُحَامِي أَبَداً عَنْ دِيِني
‏وَعَنْ إِمَامٍ صَادِقِ اليَقِينِ
‏نَجْلِ النَّبِيِّ الطَّاهِرِ الأَمِينِ

ورَجعَ الحُسَينُ (عليهِ السَّلام) إلىٰ المُخيّم مُنكسِراً حَزيناً بَاكِياً يُكفكِفُ دُموعَهُ بِكُمّه، وقَد تَدافَعَت الرِّجَالُ علىٰ مُخيّمه..

‏كلّ شِي بليلة السابع مختلف ‏
حزن هاي الليلة مختلف
صوت النّاعي مُختلِف ليلة
ترتفع بيها الأصوات بنداء يا أبا الفضل
من گلوب محترگة وتعبانة
ليلة مختلفة ليلة بِدون ضوه
ليلة بدون گمر
الله يهونها عَ صاحب الزمان.

إلَهِي، بِشَبابِ الأَكبَرِ والقَاسِم..

يَا ابْنَ أَخِي، كَيْفَ الْمَوْتُ عِنْدَكَ؟!
قَالَ: يَا عَمّاه الْمَوْتُ فِي نُصرَتِكْ أَحْلَى مِنْ الْعَسَلِ.

ما هذهِ الليلةُ التي لابستْ سوادَ المَدىٰ؟
وما هذا الوجعُ الذي تسرّبَ إلىٰ عيونِ العقيلةِ،
تبحثُ عَن وجهِ قاسمها الصغير بين الرماحِ والسيوف؟
يا سيّدي القاسم، علّمتنا أنّ العُمرَ لا يُقاسُ بالسنين، بل بقبضةِ اليقين، وأنّ فروسيةَ العاشقِ لا تحتاجُ إلىٰ درعٍ ثقيل، إنما تحتاجُ إلىٰ قلبٍ علّق حبَّ الحُسين علىٰ نبضهِ الأخير.

"يا آلَ هاشم، أعينوني على حملِ علي!"
قالها الذي فرَّت منهُ خيولَ القومِ وفُرسانها..

"أينَ أبناءُ الحُسين؟" بكربلاءٍ
توزَّعت أشلاؤهم فداءً للحُسين..

أيُّ انكسارٍ عاشهُ الحُسينُ بعدَ علي؟
"تمدَّدَ بجانبهِ وهوَ مُقطَّعُ إربًا إربا.."

سيّدي يا علي الأكبر.. حقّ الشباب علىٰ الشباب، ونحن شبابٌ أيضًا، أن تَغرِسَ في قلوبنا ورود التقوىٰ، ليفوح شذىٰ إيماننا كأثر أينما مَرَرنا، بل حتى بعد أن نموت، كما ظلّ شذىٰ إيمانك يفوح فيُخلّف في قلوبنا حسرةً على شبابك ودموع.

-هالة الجبوري